بركات الصوفية في شبه القارة الهندية

إنّ هذا الكتاب القيّم محاولة جيدة لتسليط الضوء على أدوار الصوفية في نشر الإسلام في الهند، وما تركوا فيها من أنوار وبركات وسِعتْ آفاق الهند من غربها إلى شرقها ومن شمالها إلى جنوبها. نوّروا جميع مناطق الهند القديمة من الهند وبنغلاديش والباكستان، ومَلأوها بالإسلام العادل الآمن النزيه عن التطرّف والإرهاب والإكراه.

لا ينبغي ذكر الصوفية بالتفصيل، ولا إحاطة أعمالهم جميعا، ولا استيعاب العصور جمعيها، ولكن أراد المؤلف أن يجمل جهودهم الدعوية في أرجاء الهند المختلفة من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب، محيطا بجغرافية الهند القديمة من الهند الحالية والباكستان وبنغلاديش، مع التركيز على المناطق التي انطلقت منها حملات الدعوة الإسلامية بجهود الصوفية المباركة، وانتشرت في ربوع الهند كلّها، ولهذا حينما حاول المؤلف أن يسلّط الضوء على الجهات الأربعة من الجغرافية القديمة، من "دكن" في الجنوب إلى "اتربرديش" في الشمال، ومن "ملتان" في الغرب إلى "بنغال" في الشرق، كذلك جعلنا مبحثا خاصا لـ"دهلي"، وأجمير، ومبحثا آخر لـ "كشمير" على حدة، نظرا إلى أهمية هذه المناطق في مجال الدعوة والإرشاد.

تحاول هذه السّطور أن تزيل الغبار عن وجه الإسلام الوضّاء، الذي حاولَ المتشدّدون تشويهه وتلطيخه بالأعمال الإرهابية المخزية التي أساءت إلى الإسلام، وسبّبت المشاكل لأهاليه المسلمين في العالم، وذلك من خلال عرض الأفكار الصوفية وأعمالهم الدعوية المثالية التي ينبغي أن يُحتذَى بها.

هذا الكتاب مشتمل على مقدمة وسبعة فصول: وانقسمت هذه الفصول السبعة من هذا الكتاب حسب مناطق الهند، هادفة بإحاطتها من جهاتها الأربع من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، دون العدّ والإحصاء، واختير الشخصيات المشهورة، أكثر اهتماما بالدعوة الإسلامية، وبالإرشاد والتوجيه.

View in: العربية (Arabic) اردو (Urdu)